حمزات ميسان بني الحارث
حمزات ميسان بني الحارث
حمزات ميسان بني الحارث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل مفيد
 
الرئيسيةركن التهاني أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» أشهر أطباء العرب خلال قرن
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالثلاثاء يناير 02, 2024 3:59 am من طرف Admin

» الشيخ / دخيل الله بن غزال في ضيافة الأستاذ / غريب بن سفر الحارثي
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالإثنين أبريل 24, 2023 3:01 am من طرف Admin

» معالم سياحية في اليمن
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالأحد سبتمبر 05, 2021 12:45 pm من طرف Admin

»  هل ترغب في السفر
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالخميس أغسطس 26, 2021 7:17 pm من طرف Admin

» حمزات ميسان بني الحارث من الحسكان من ناصرة من بني الحارثي
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالخميس أغسطس 26, 2021 7:09 pm من طرف Admin

» شاعر يفتخر بأصله
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالأربعاء مايو 12, 2021 3:21 am من طرف Admin

» درب التبانة
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالأربعاء أبريل 10, 2019 12:43 am من طرف Admin

» الكيمياء وتقنية النانو
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالأربعاء أبريل 10, 2019 12:34 am من طرف Admin

» قوة روسيا النووية القوية
تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالأربعاء أبريل 10, 2019 12:27 am من طرف Admin

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

 

 تربية الأبناء في ظل الشريعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 84
تاريخ التسجيل : 14/12/2013

تربية الأبناء في ظل الشريعة Empty
مُساهمةموضوع: تربية الأبناء في ظل الشريعة   تربية الأبناء في ظل الشريعة Emptyالخميس مارس 19, 2015 12:18 am

تساؤلات:
ترى ما نسبةُ التفاؤل المتوقعة لنجاح جهود الآباء في تربية الأبناء في ظل هبوب رياح الشرق والغرب ومحاولاتها المستمرة في اقتلاع الثوابت، وتبديل القيم، وإحلال ثقافة مستوردة لا صلة لنا بها، ولا شيء مشترك يجمع بيننا؟!

وكيف يتصرف الآباء والأمهات وهم الحريصون على إكساب أبنائهم مناعةً أخلاقية تحميهم من آفات الانفتاح العشوائي على ثقافات العالم إذا ما وجدوا قوة في الريح التي تجذب أبناءهم في المقابل على هويتهم من التشويه أو الانقلاع؟

ومع اجتهاد الآباء والأمهات في التعريف بالطريقة المثلى التي تضمن السير في الاتجاه الصحيح، إلا أن الخوف من حدوث ثغرات في الفهم ونقص في الاستيعاب يبقى قائمًا.

فهل تتوفر للأبناء قدرة كافية للحفاظ على توازنهم وسط لوثة الأفكار وهشاشة البنية الثقافية المستوردة المراد ترسيخها في المحيط الاجتماعي؟!

إنها مشكلة تبدو صعبة الحل، ولغز يبدو عسيرًا على الإجابة، ومعضلة تحتاج إلى متخصص ليفك طلاسمها ورموزها!

فكيف يعيد الأبناء ترتيب أوراقهم من جديد؟! وكيف يتمثلون الصورة المثالية الرائعة التي رسمها لهم الوالدان عن الشخصية الناجحة التي تثير إعجاب الناس، وتستحوذ على اهتمامهم، ما دامت ملتزمة بالمبادئ والقيم، وهم يرون المثل الجميل يتحطم أمامهم كل يوم أمام إغراء فتاة أو صوت مغنية، أو لقطة ساخنة لفيلم يستبيح نظر المشاهد، ولا يراعي لجوارحه حرمة، ناهيك عن أن يعتني بمشاعره أو يلتفت إلى ما أحدثته من خراب وتدمير في نفسه؟!!

هل تعدُّ التربيةُ القائمة على القمع والإرهاب والتخويف وقتل المشاعر والإحساسات وصياغة الشخصية الجافة الصارمة الناقمة على المجتمع - الأسلوبَ الأمثل لتربية هذا الجيل؟

هل عبارات وتوجيهات (اسكت يا ولد.. لا تجلس مع الكبار.. أنت لا يعتمد عليك.. أنت فاشل.. فلان أحسن منك.. عيب عليك أما تستحي.. سودت وجوهنا.. ما فيك خير.. والحرمان من المال أو السيارة.. أومن الخروج مع الزملاء بحجة عدم الوقوع في المحظورات.. واختيار نوعية الأكل والشرب واللباس.. وقسر الأبناء على دراسات لا يرغبونها.. وإجبارهم على اعتناق أفكار لا يؤمنون بها..) هل هي أساليب مجدية..؟

هل استخدام العصا وحلق الرأس والنهر والزجر والصراخ في وجوه الأبناء.. وركلهم ورفسهم وهم نائمون وجرهم مع شعورهم.. والبصق في وجوههم.. وتحقيرهم.. والتعامل معهم بفوقية وفرض الطاعة المطلقة عليهم - أساليبُ وطرائقُ تتوافق مع طبيعة عصرنا الحاضر؟

وبعد..
فإن التربية تعد أمرًا معقدًا لا يستطيع القيام به كل أحد، وكلما اتسع نطاق البيئة التي تتم فيها هذه المهمة ازدادت صعوبتها وبرز فيها خطر التأثر بما يمكن تلقيه من أفكار وسلوكيات، وفي عصر العولمة صارت البيئة هي العالم كله، على ما فيه من اختلاف في الديانات والثقافات، يزداد حينًا ليكون تضادًّا ويقل حينًا ليكون تنوعًا.

إن زماننا هذا زمن الانفتاح والمتغيرات، ومع كثرة التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات والشبهات أصبح الشباب يعيشون اليوم في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيرات ولا شك أنها تسبب لهم كثيرًا من المشكلات التربوية والأخلاقية.

لقد أحدثت الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تغيرًا مهمًا في المجتمعات بما قدمته من وسائل للاتصالات، جعلت العالم ينساب بعضه على بعض، فلا حدود ولا قيود تقف في وجه انتقال المعلومات، والتربية بحكم عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغير؛ وبناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصرُ المعلومات وعصر الانفتاح، ستحدث تغيرًا كبيرًا في منظومة التربية؛ مناهجها وأساليبها وأثرها, ولذا أصبح من المهم مراجعة منظومة التربية لتتوافق مع الأثر الذي ستؤديه في زمن الانفتاح.

لم يعد المربي هو من يوجّه فقط, ولم يعد المتربي رجلا سِلْمًا لمربيه، بل فيه شركاء آخرون, فالقنوات الفضائية وما تبثه من إغواء أو إغراء تخالف قيم المجتمع الإسلامي وتدعو إلى الفحش والرذيلة, والشبكة العنكبوتية وما تحمله في طياتها من مواقع إباحية أو عدائية ومقالات تدعو إلى مساوئ الأخلاق, وفي المقابل طرح خيارات فكريه تشوه الأفكار الإسلامية الصافية وتحارب مبادئه وقيمه الزكية, وتنوع مجالات الانفتاح وازديادها بحيث لا يمكن حجبها يزيد من صعوبة التربية في زمن الانفتاح, لقد أصبحنا عبر السماء نستقبل أفكار الأمم وثقافتهم وما يبث من سموم.

لم يعد من السهل على أبنائنا وشبابنا الوقوفُ أمام هذه المغريات دون أن يكون هناك من يمد لهم يد العون والمساعدة من المربين, ولم يعد من السهل على المربين أن ينجحوا في مهمتهم في تربية الأجيال ما لم يفقهوا التربية في زمن الانفتاح.

لقد أصبح أمامنا كمربين العديد من التحديات التي تجعل من موضوع التربية الأسرية وغير الأسرية إشكالية يلزم تمحيصها والتفكر فيها حتى يتسنى لنا اتخاذُ القرار السليم. وتتمثل أهم التحديات في الانفجار المعرفي المذهل الذي يحتاج مواكبةً سريعةً من قبل الأجيال القادمة، والمتناقضات السياسية الخطيرة التي يعيشها مجتمعنا العربي والإسلامي وما وصل إليه هذا المجتمع من ضعف شديد وما يحمله هذا الوهن من مضمون سيئ يستشعره الشاب فيزلزل كيانه ويوهن عزيمته وثقته.

إننا في عصر الانفتاح غير المعهود على ثقافات غريبة يسَّرتها لنا وسائلُ الإعلام الحديثة من دش وانترنت. فبالأمس كان هذا الانفتاح محدودًا وكان اطلاع الأبناء على هذه الثقافات تحت إشراف الوالدين نسبيًّا. أما الآن فإننا نعيش مشكلة كبيرة تتمثل في هذا الفيض الجارف من المفاهيم والقيم الأجنبية الوافدة إلينا والتي بدأت آثارها المدمرة تبدو جلية فيما نشهده من مشاكل لم تعهدها مجتمعاتنا سابقًا (العلاقات الجنسية عبر النت، العلاقات غير الشرعية مع المحارم، الممارسة المثلية.....الخ).

لقد أصبحت عقول وأفكار وأخلاق أبنائنا ميدان سباق, والدعاة والمربون أحق من ينافس وأجدر من يسابق للوصول إليها وحمايتها من كل زيغ أو فساد. ففي ظل هذا الانفتاح تتضاعف مسؤولية المربين في تربية النشء وفي إعداد جيل يحمل مبادئ الإسلام وقيمه, وفي ظل هذا الانفتاح يزداد العبء على الدعاة والمربين للوصول بالجيل الناشئ إلى بر الأمان بعد توفيق الله تبارك وتعالى.

فهل أدوات البناء عند المربين تنافس الإغراءات المطروحة؟ وهل تنافس حجم التجديد والابتكار في الجذب والإغواء؟ وهل المراجعات لمنظومة التربية الدعوية كافية لتناسب زمن الانفتاح؟ وما السبلُ الكفيلة بتربيةٍ صحيحة في هذا الزمنِ زمنِ الانفتاح والعولمة؟

لقد تحول الجزء المؤثر والكبير في التربية الآن من المؤثرات الأساسية، وهي الأسرة والمسجد والمدرسة، إلى مؤثرات جديدة معاصرة، تتجاوز حدود البيئة المحلية، إلى بيئة لا هوية محددة لها، ولا ضوابط واضحة تحكمها، وصار لها الكلمة الأولى في تحديد أخلاق الأجيال وثقافتها، هذه المؤثرات هي التلفاز, وأطباق الاستقبال، والكمبيوتر, والإنترنت، والمحمول، وألعاب (الفيديو جيم) وغيرها..!

لم يكن أحد يشعر بآثار هذه الوسائل السلبية؛ لأنها قد يكون لها آثار إيجابية متوقعة, وحاجة الحياة المعاصرة إلى هذه الوسائل كبيرة وملحة، كما أن آثارها السلبية لم تظهر مرة واحدة - مع تحذيرات كثير من التربويين منها قبل انتشارها -، وإنما ظهرت أولا محدودة نوعًا ما، ثم أخذ أثرها السلبي في الظهور والاتساع بمرور الزمن, وتطور تلك الوسائل وانتشارها.

والخطير في هذه القضية هو حجم التأثير الكبير والعميق وسرعة التغيير الذي تحدثه تلك الوسائل المعاصرة في مستوى التدين والثقافة والسلوك والمفهومات والذوق العام على شبابنا وفتياتنا، فمحاولات التغريب كانت تسير في مجتمعاتنا ببطء شديد، ولم يكن دعاة التغريب يحلمون بحدوث التغيير إلا بعد أجيال عدة، أما بعد انتشار تلك الوسائل الإعلامية والثقافية فمكاسب التغريب صارت أكبر كثيرًا مما كان يحلم به أولئك، فالتغيير في الأخلاق والمفهومات أصبح الآن يحدث عبر جيل واحد مرة أو مرتين.

وهذا التغيير السريع والتأثير الفوضوي الكبير يؤدي إلى إخفاق العمل التربوي في المجتمع، ويسبب له الإرباك والتهدم، وتتفسخ الروابط بين الأجيال، ويرى كل جيل لنفسه الحق في التبرؤ من الجيل الذي سبقه، والاستقلال عن مفهوماته وأجوائه، حتى يفقد الوالدان القدرة على التفاهم مع أولادهما، ويقعان في حيرة في اختيار نوع التوجيه المناسب لهم، ويعجزان عن السيطرة على تصرفاتهم وتقويمها، بل ربما لا يجدان الوقت لممارسة التوجيه والتربية سواء في المواقف أو الأقوال، ليس لانشغالهما؛ بل لأن أولادهما لا وقت لديهم، لانشغالهم بالدش والكمبيوتر أو الإنترنت!

هل نغلق هذه السماوات المفتوحة أمام أبنائنا ونسجنهم داخل عباءتنا أم أن هذا مستحيل والأجدى بنا أن نمعن التفكير في بديل لما نتبعه من تربية حالية. بديل ثوري يغير كثيرًا مما ألفناه؟

بديل يتطلب منا أن نغير ما ورثناه من علاقات مع آبائنا فنتنازل عن هذه الفوقية التي نعامل بها أبناءنا ونهبط معهم إلى معترك الحياة لنقف معهم جنبا إلى جنب أمام اللغز الكبير الذي تطرحه تحديات ومعطيات العصر الحالي. التربية التي ننادي بها هي تربية ناقدة تسمح لأبنائنا بالتفكير وطرح الأسئلة حول كل ما يدور حولهم من أحداث. تربية حرة لا تقيد التفكير بدعوى شعارات زائفة أو قيم موروثة ما أنزل الله بها من سلطان. لم يعد يكفينا أن نمد أبناءنا برصيد قيمي أو ديني ثم نتركهم وحيدين في هذه الحياة.

ما المقصود بالانفتاح؟
نلحظ جميعًا تقارب العالم والتحام الأمم واختلاط المفاهيم وانفتاح المجتمعات على بعضها، ولا ينكر أحد أن التأثر بالبعيد أصبح ملموسًا ومشاهدًا مع ما يحمله من أخطار، وفي الوقت نفسه أصبح القريب أكثر قربًا وتلاصقًا، فالقريب الملاصق هو الدين والمجتمع الإسلامي مما صنع لنا من فرصة التماسك والتعاون مع المجتمع الإسلامي في كل شيء.

إن الانفتاح لا يأتي لمجرد أمر أو رغبة، ولكنه سلوك ينشأ ويتجسد من ثقافة وبيئة المكان، وأسلوب العمل. فهناك نمط تفكيري منفتح على الآخرين. وهناك نمط آخر يجيد فن العزلة والاختباء. وبحسب طبيعة تفكير كل فرد، ونظرته إلى العالم من حوله يكون منفتحًا أو منغلقًا أو بين هذا وذاك. وهو أيضًا طريقة عمل تعتمد على أسلوب التفكير. فالإنسان الاجتماعي بطبعه سيحتك بالآخرين ويمارس أعماله بينهم، ولا يبحث عن أشباهه فقط للجلوس أو التعامل معهم.

عالم اليوم قرية صغيرة؛ إذ ساعدت وسائل الاتصال والتقنية في ربط جميع أرجائه، وما يحدث في أي جزء منه يُشاهَد ويُسمَع به في ثوان معدودة أو قبل أن يرتد إليك طرفك أو تقوم من مقامك.. فالإنترنت.. والهواتف النقالة والقنوات الفضائية والإذاعات فتحت كل الآفاق.. وأضحى من المستحيل أن ينعزل أي جزء عن هذا العالم المفتوح.

إن من مظاهر العولمة - التي يسعى إليها الغرب ويريد أن يفرضها على أمم الأرض وعلى الأخص الأمة الإسلامية والعربية - إلى جانب مظاهرها الاقتصادية هناك العولمة الأخطر وهي العولمة الثقافية والاجتماعية؛ فهذا النوع من العولمة يهدف إلى القضاء على كل القيم التي تكون الهوية الثقافية للإنسان العربي والمسلم، ومن ثم فالعولمة الثقافية تهدف إلى تنميط النموذج الغربي الثقافي وجعله قدوة بالنسبة للمجتمعات العربية والإسلامية.

وعلى هذا الأساس فإن الغرب يريد أن يكون الانفتاح من العالم الإسلامي والعربي على كل شيء في الغرب حتى في مجال العقيدة والثقافة والفكر فما هو الانفتاح المطلوب، إن الانفتاح الواعي هو أن ننطلق من قيمنا ومبادئنا وأصالتنا للأخذ بالمعرفة والتطورات العلمية التي تحدث في الغرب مع محافظتنا على تلك القيم والمبادئ والأصالة التي تميزنا بها عن الأمم.

وسائل الانفتاح:
في ظل عصر تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول، وفي ظل ثورة علمية تكنولوجية واسعة يكون لوسائل الإعلام أثر كبير في بناء أبنائنا ثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا عبر الوسائط الإعلامية مثل التلفاز والفيديو والإلكترونيات المختلفة [الألعاب الإلكترونية] أو عبر الإنترنت أو المجلات.

آثار الانفتاح في الأبناء
أولا الآثار الخارجية:
1 - إتاحة الوصول السريع لكل ما هو معروض ومتاح بسبب السرعة والانفتاح، وإذا كانت السرعة في عرض المفهومات التربوية الإيجابية غير صحية في تنشئة الطفل والمراهق، حيث يجب مراعاة المرحلة العمرية في تقديم المفهومات ومراعاة الوقت في ترسيخها؛ فما ظنك حينما تكون ميزة السرعة التي توفرها تلك الوسائل الحديثة مستغلة في الوصول إلى المفهومات الفاسدة وتعلم العقائد والثقافات والأفكار والعادات الباطلة والسيئة؟!
فقبل انتشار الوسائل الحديثة كان الوالدان يستطيعان التحكم في التغذية العقلية للطفل، فيتحكمان فيما يسمع وفيما يقرأ وفي الأماكن التي يرتادها وفي تكوين الصداقات، لكن الوسائل الحديثة الآن - بما توفره من سرعة وانفتاح - تهدم سيطرة الوالدين وتخرجهما تمامًا من التأثير في العمل التربوي.

2 - الإخلال بتقديم الأولويات التربوية، ومن ثم تيسر الوسيلة للوصول المبكر لمفهومات اجتماعية قبل وقتها، عبر ما يعرض من ألعاب أو أفلام أو إعلانات متلاحقة، كمفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة، فيراها طفل لم يبلغ الخامسة أو السادسة, وفي كثير من أفلام الأطفال، التي تحوي في مضمونها وإسقاطاتها عوامل هدم وفساد، وإذا ذهبنا إلى ما بعد الطفولة، فهناك الأفلام والأغاني والبرامج التافهة والإعلانات الساقطة، التي تعمل على إثارة الشهوات وغرس الرذائل، مما له تأثير ضار في الإنسان، وخصوصًا فيمن هم في سن المراهقة.

3 - تقديم المواقف بصورة ممثلة مصحوبة بمؤثرات مرئية وصوتية، وهي ميزة لها آثار إيجابية كثيرة ونافعة، لكن مع ذلك لها آثار غير صحية في التربية، قد تضر بالنفس والعقل إذا ما تُركت مطلقة بلا ترشيد أو توجيه، إذ تؤدي إلى ملء خيال الطفل بها، مما يؤدي إلى ثبات هذه المواقف في الذاكرة بصورة قوية وملحة، والخطر هنا يكمن في أن تكون تلك المواقف والمشاهد غير مناسبة لسن الطفل أو المراهق، أو مواقف فاسدة، أو مواقف مفزعة تسبب الفزع للطفل في أثناء النوم، أو تزرع فيه الخوف والقلق والاكتئاب، أو مواقف دافعة لارتكاب الجرائم والفواحش لما تقدمه من شخصيات خيالية مفزعة تتمتع بقوى خارقة، وتقوم مواقف الفيلم كلها على الصراع والتدمير، كذلك الحال في ألعاب (الفيديو جيم) التي ينتشر فيها الصراع الدموي العنيف، وهي ألعاب لا تزرع الشجاعة والقوة في نفس الطفل والمراهق، بل تزرع فيه إما العنف والقسوة والظلم، وإما القلق والخوف.

4 - تأثير في القدرة على التصور العقلي، إذ يعتاد العقل مشاهدة كل شيء مصورًا أمامه، جامدًا على الصورة المشخصة التي تقدمها اللعبة أو فيلم الكارتون، فيضعف فيه حس الخيال والتصور النظري، بل قد يصل الحال إلى عجزه عن تصور مسألة حسابية سهلة وحلها دون كتابتها على الورقة، بسبب ما قد تصيب به تلك الوسائل العقل من سلبية في التلقي، إذ ينبغي أن تكون مزيجًا من التفاعل بين السماع والرؤية والنقاش والتفكير.

5 - تولُّد آثار خطيرة في النفس من الصعب معالجتها بسبب مشاهدة التمثيليات والأفلام والإعلانات والقصص والمواقف التي لها إسقاطات ودلالات كثيرة؛ فعلى سبيل المثال قام طالب بمحاولة السطو على بنك في مصر بعد مشاهدته لفيلم عربي.

6 - إدمان مشاهدتها بسبب الجذب الشديد لتلك الوسائل، فمنهم من يفقد الإحساس بنداء الصلاة، ومنهم من يفقد الإحساس بمن حوله فلا يشعر بنداء، ومنهم من يفقد الإحساس بالوقت حتى يضيع مسؤولياته وواجباته بل قد تؤدي إلى الانتحار عندما يمنعون منها كقصة الفتاة المصرية التي انتحرت بسبب منع والديها لها لإدمانها الإنترنت.

ثانيا: آثار المضمون الذي يُقدم من خلال هذه الوسائل:
لا يخفى أن هذه الوسائل وما يتطور عنها وظفها الغرب، كما وظفها كثير من الفاسدين في مجتمعاتنا، لتحقيق مآربهم الخبيثة في التغريب، للسيطرة على الأجيال القادمة وتذويب هويتها، وحققوا في ذلك تقدمًا عظيمًا، ومما زاد الطين بلةً غيابُ أو ضعف الرقابة الفعالة، سواء على مستوى الهيئات الرسمية أو على مستوى الآباء والأمهات في الأسرة، والإهمال في تحمل المسؤولية الدينية والتربوية والثقافية، فأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة في التربية لمن يسيطر على توجيه تلك الوسائل، ويضع لها المضمون الذي يُبث من خلالها، وتُركت تلك الوسائل المعاصرة وحدها لكي تشكل العقول، وتغرس العادات والتقاليد، وتؤصل الثقافات، وتصوغ المفهومات التربوية والاجتماعية بحسب رغبة مالكيها والقائمين عليها وتوجهاتهم الفكرية.

ونتاج التربية الواقعة تحت سيطرة هذه الوسائل المسخرة لتغريب مجتمعاتنا المسلمة لن يكون إلا الفساد والانحلال والفوضى الأخلاقية والاجتماعية، وهذه بعض نماذج تمثل هذا النتاج:

1 - (نموذج الهوس بأهل المجون):
قال رب أسرة من مدمني التلفزيون: \"إن اللهجة اللبنانية يجب أن تكون هي اللغة العربية الأم\"، لهوس ذلك الرجل ببعض ماجنات الغناء.

2 - (نموذج ستار أكاديمي وسوبر ستار ومباشرة على الهواء):
إذ تُفاجأ بمقدار المتابعات الكبيرة لهذا النوع من البرامج الفاسدة، والذي يثبتها ويدل عليها الكم الهائل من المكالمات التي يجريها الجمهور لترشيح نجمتهم أو نجمهم المفضل في تلك البرامج الساقطة، إضافة إلى الرسائل التي تظهر على الشاشة، وتحتوي على عبارات فاضحة هي في الوقت نفسه مصدر دخل عظيم لهذه القنوات.

3 - (نموذج الولع بأرقام المحمول المميزة):
إذ تقام في بعض دول الخليج مزادات يتنافس فيها الأثرياء لشراء أرقام هواتف جوال مميزة، وعلى سبيل المثال فقد تم بيع رقم خط لهاتف جوال في مزاد علني تم تنظيمه في الدوحة بمبلغ عشرة ملايين ريال قطري بما يعادل 2.754 مليون دولار، بعد مزايدة حامية عليه بين 8 من الأثرياء.

4 - (نموذج الإقبال على المواقع المنحرفة):
في دراسة للدكتور عبد العزيز كابلي -من كلية المعلمين بالمدينة- ذكر أن 50% من استخدام الشباب للمقاهي العنكبوتية هو من أجل أمور منافية للأخلاق والقيم. فكيف ستتخيل شباب الأمة في المستقبل وهم قد ترعرعوا على إسفاف التلفاز، وفضائح الدش، وإباحيات ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamzatmaysan.forumarabia.com
 
تربية الأبناء في ظل الشريعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حمزات ميسان بني الحارث :: ركن الأسرة-
انتقل الى: